رياضةعاجل

«العميد» أعاد أمجاد «اليد الكويتية».. ويتطلع إلى العالمية

بهامات شامخة وعيون تناظر علم الكويت وهو يرفرف، وبقلوب تنبض بحب وعشق الوطن، وبصوت مرتفع هز اركان الصالة التي شهدت بطولة الاندية الآسيوية لكرة اليد التي استضافتها الهند، وبشفاه مبتسمة ردد ابناء الكويت ونادي الكويت بكل فخر واعتزاز بعد عزف السلام الوطني للكويت: وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد.

نعم، هؤلاء هم ابناء الكويت وهذه عادتهم الوقوف على منصة التتويج في المناسبات الآسيوية، وان غابت هذه العادة لمدة 13 عاما بعد احراز الصليبخات البطولة الـ 12 في 2009، الا ان ابناء «العميد» بقيادة النوخذة قائد السفينة ورئيس النادي خالد الغانم اصروا على إعادة امجاد لعبة كرة اليد الكويتية، وسط التطور الذي شهدته الفرق الخليجية بشكل خاص، ولكن التخطيط السليم والرؤية الثاقبة من الغانم وتضافر الجهود الفنية والإدارية اثمرت تتويج الابيض بطلا للبطولة الآسيوية الـ 24 للاندية التي استضافتها مدينة حيدر اباد الهندية خلال الفترة من 22 الى 30 يونيو الماضي، وكان الختام مسكا فاحت منه رائحة الذهب ليتعملق ابناء كيفان في المباراة النهائية ويتمكنوا من فرض هيمنتهم أمام النجمة البحريني وفازوا 28-23 ليعلن «الكويتاوية» عن كتابة تاريخ جديد على المستوى الآسيوي والمحلي بتسجيل اسم نادي الكويت بطلا لآسيا للمرة الاولى في تاريخه.

القادسية.. جدارة وتفوق

وقبل التطرق للأمور الفنية والإدارية الحاسمة التي وضعت الابيض على سكة الانتصارات لابد ان نقف ونشيد بأداء القادسية في البطولة وحصوله على المركز الثالث بعد تصدر مجموعته والخسارة من الكويت في نصف النهائي، ليعود بعدها ويلعب مع العربي القطري، واستطاع ابناء «بني قادس» تكميم افواه كل من شكك في فوزهم على العربي في مباريات المجموعة ليكرروا الفوز بفارق هدف، ليحرز الاصفر المركز الثالث، ويقف فريقان كويتيان على منصة التتويج، وهنا لابد من الاشادة بالمدرب الوطني وليد سالمين الذي قاد الاصفر باقتدار وحنكة.

أما بطل آسيا العميد «الكويتاوي» فقد توافرت له كل سبل الظفر بالبطولة، حيث الاهتمام الكبير من مجلس ادارة النادي بقيادة خالد الغانم الذي كان ملازما للفريق منذ اليوم الاول الى انتهاء مشواره بالبطولة الى جانب نائب رئيس النادي بدر العصيمي الذي كان الذراع اليمنى لرئيسه، وعضو مجلس الادارة ديين الديين، وما يقرب من 20 شخصا من محبي وداعمي الابيض، وهذا الحضور اللافت كان له اثر بالغ من الناحية النفسية على اللاعبين.

وقد دعم الابيض صفوفه بلاعبين محترفين هما فالديز الكوبي وبورغس البرتغالي الى جانب المحترفين الاساسيين مع الفريق البرتغالي هرنانديز والقطري من اصل كوبي فرانكيس، فضلا عن وجود كوكبة من اللاعبين المحليين النجوم بجميع المراكز ليتوافر في الفريق اللاعب الأساسي والبديل.

الرشيدي.. قرار جريء

وكانت البداية الفنية للمدرب البرتغالي بالو بريرا الذي تعاقد معه الكويت خصيصا للمباريات الخارجية، ولكن بالو لم يكن على الموعد وخسر الابيض في مباريات المجموعة امام النجمة البحريني 29-30 ليكون الغانم حاضرا بقراره الجريء والحاسم بتنحية بالو واسناد المهمة الى المدرب الوطني هيثم الرشيدي، الذي يعرف جيدا امكانيات فريقه ويجيد القراءة الفنية للمباريات، وهذا ما حصل بالفعل ليحقق العميد الفوز تلو الآخر، مما وضع الرشيدي كمدرب والابيض على القمة الآسيوية.

والحقيقة التي يجب ان يعيها الجميع ان النظرة الثاقبة من خالد الغانم بتجهيز اكثر من سيناريو للبطولة هو ما ساهم في الحصول على البطولة، وهذه الرؤية الثاقبة لا يجيدها الا شخص واع وصاحب قرار وملم ببواطن الامور الرياضية ويعرف كيف يدير الدفة في الوقت المناسب.

تألق أبناء «العميد»

ومن اسباب الفوز باللقب ايضا استثمار الابيض لقرار الاتحاد بعودة اللاعب المحترف للدوري الكويتي وتسجيل لاعبين اثنين وهو ما فعله الكويت بالتعاقد مع محترفين من العيار الثقيل ولعبا موسما كاملا مع الابيض مما خلق التفاهم الكبير مع اللاعبين المحليين لتسهل مهمة المدرب في الجوانب التكتيكية، وخير شاهد على ذلك حصول البرتغالي انخل هرنانديز على جائزة افضل لاعب في مركزه بالبطولة، والنسبة الكبيرة من التمريرات الحاسمة من فرانكيز لزملائه.

وقد لاحظنا عدم انسجام المحترف الكوبي فالدير مع المجموعة في الجانب الهجومي فتمت الاستعانة به في الجانب الدفاعي فقط في خطوة ذكية وموفقة من المدرب هيثم الرشيدي، ليعتمد بشكل كبير على اللاعبين المحليين عبدالله الخميس الذي ظهرت خبرته في المباراتين الاخيرتين وقاد الفريق بحنكة، الى جانب الناشئ سيف العدواني الذي لعب على فترات مع نواف الشمري ومهدي القلاف، فيما كان لاعبا الجناح الايمن على الموعد وتألقا بشكل لافت وهما الثنائي صالح الموسوي الذي حصل على كأس افضل لاعب بمركزه ومشعل طه، وفي الجناح الايسر شارك عبدالعزيز الشمري ويعقوب اسيري، فيما ظهر على فترات في البطولة وكان ايجابيا لاعب الدائرة مشاري صيوان الذي شارك ايضا في الدفاع الى جانب عبدالعزيز الدوسري، وفي حراسة المرمى كان يوجد ثلاثي متألق وهم علي صفر وعبدالعزيز الظفيري وحسن صفر.

«سوبر غلوب».. في الانتظار

ولكن كيف يحافظ الابيض على القمة؟ هذا يحتاج اولا الى عدم الالتفات الى الاحاديث الجانبية من البعض، والتي من شأنها ان تعرقل المضي قدما الى الامام الى جانب مواصلة تدعيم الصفوف في المستقبل، لانه كما تعمل سيعمل الآخرون وخاصة من خطفت منهم القمة، لذلك يجب الوضع في الحسبان المشاركة المقبلة في بطولة «سوبر غلوب» التي تستضيفها مدينة الدمام السعودية خلال اكتوبر المقبل، والتي يشارك فيها ابطال القارات وتعتبر البطولة الاقوى، وتأهل الابيض لها باعتباره بطل آسيا.

ومن هذه البطولة يجب الانطلاق الى العالمية من خلال التعاقد مع محترفين جدد يساهمون في ايصال الابيض الى الدور قبل النهائي، وهذا حاليا الطموح والهدف الذي يجب ان يعمل له رئيس النادي خالد الغانم واخوانه بمجلس الادارة، فالمسؤولية باتت كبيرة على نادي الكويت، وتتمنى الجماهير المحبة للعبة ان يحقق «العميد» انجازا لكرة اليد الكويتية بالوصول الى الادوار المتقدمة، وسط مشاركة 10 فرق تحدد منها 7 فرق هي ماغديبورغ الالماني بطل النسخة الاخيرة، وبرشلونة الاسباني بطل اوروبا، والأهلي المصري من افريقيا وتاوباتي البرازيلي بطل أميركا الجنوبية، وممثلا السعودية فريقا مضر والخليج، إلى جانب الكويت بطل آسيا، وتبقى 3 مقاعد لبطل أميركا الشمالية، وبطل اوقيانوسيا، وبطل كأس العرب، وستحدد الفرق الثلاثة في اغسطس المقبل، لذا يجب على الابيض العمل من اليوم للظهور بالمظهر المشرف وتحقيق انجاز جديد يسهم في عودة كرة اليد الكويتية الى بريقها السابق.

اظهر المزيد

مواضيع ذات الصلة

زر الذهاب إلى الأعلى